حميدتي .. جنرال ليس من الجيش!
طغى اسم قائد قوات الدعم السريع السودانية، محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، على سطح الأحداث، وأصبح الاسم الأشهر، في ظل المواجهات العسكرية التي اندلعت في السودان، ويتقاسم فيها حميدتي دور البطولة مع الفريق عبدالفتاح البرهان قائد الجيش السوداني، والذي يتولى المجلس السيادي الانتقالي الذي يحكم السوداني منذ الاطاحة بحكومة عبد الله حمدوك في أكتوبر 2021.
وكان التوتر قد تصاعد بين الطرفين مؤخراً وقام كل طرف بتعزير مواقعه العسكرية في العاصمة بسبب الخلاف بين الطرفين حول الجدول الزمني للانتقال الى حكم مدني بموجب الاتفاق الإطاري لذي تم التوقيع عليه اواخر العام الماضي ودمج قوات الانتشار السريع في الجيش السوداني ومن يقود المؤسسة العسكرية بعد الدمج.
ولم يكن حميدتي،يوماً من أفراد المؤسسة العسكرية، رغم أنه يحمل رتبة فريق أول بقرار من الرئيس السابق عمر البشير.
وينحدر حميدتي من قبيلة الرزيقات ذات الأصول العربية التي تقطن إقليم دارفور غربي السودان.
وعمل في العشرينيات من عمره في تجارة الإبل بين ليبيا ومالي وتشاد بشكل رئيسي، بالإضافة إلى حماية القوافل التجارية من قطاع الطرق في مناطق سيطرة قبيلته.
ذاع صيته وجنى ثروة كبيرة في التسعينيات من القرن الماضي، الأمر الذي دفع البشير إلى تقريبه، وخاصة أنه كان يقود مليشيا كبيرة لحماية القوافل التجارية.
كما يسيطر حميدتي على عدد من مناجم الذهب في دارفور.
وقدمنح البشير امتيازات كبيرة لحميدتي، وارتفع عدد الميليشيا التي يقودها والتي تقدر حالياً بنحو 100 ألف عنصر.
منح البشير حميدتي صلاحيات لا تُمنح إلا للجيش، وأطلق اسم “قوات الدعم السريع” على المليشيا التابعة له التي ينحدر معظم عناصرها من قبائل دارفور، كما زودت بالأسلحة الخفيفة وسيارات الدفع الرباعي، الأمر الذي كان سبباً في استياء قطاع عريض من ضباط الجيش.
وقبل بضعة أيام من الإطاحة بالبشير، خيّب حميدتي أمل البشير، بعد أن تخلى عنه، حين استنجد به البشير به لقمع المظاهرات، كما يقال إن قوات الدعم السريع التي يقودها ساهمت هي الأخرى في الإطاحة بالبشير.